سمات الصالحين
يروى انه عندما وصل امير المؤمنين عليه السلام الى بلاد فارس ، جاء عدد من الدهاقين لاستقباله مهرولين امام يركضون ، فسال الامام سلام الله عليه عما يفعل هؤلاء فقيل له : هذا ضرب من الاحترام والتكريم نبديه عادة لعظمائنا فقال : انكم بهذا تحقرون انفسكم وتضعون من قدرها ، دون ان تصل ذرة من الفائده لذلك العظيم ، فاتركوا هذا ... انني ابرا من امثال هذا التكريم .
انكم بشر وانتم احرار وانا مثلكم من البشر فلا تفعلوا هذا ثانيا ً.
ان هذا العمل وهذا الفعل من سمات الصالحين امناء الامه وقادتها ولايمكن لهؤلاء ان يستغلوا ضعفاء الناس وجهالتهم في تثبيت منافعهم ، ينبغي على المسلم ان تكون له اهداف تترفع عن اشباع شهواته فتكون كلمته وحياته هي ارضاء الله سبحانه فاذا كان كذلك فيتوجب عليه السير في وسائل ووسائط العمل ليصل اليها ، فالمسلم عليه ان يكون ألاهياً لا ان يكون عمره وهمه كيفية العيش بغض النظرعن الوسيله التي توفر له سعادة الحياة ، بل عليه ان يتبع الوسائل الصحيحه لا الوسائل الفاسده ، فعندما نرى سيرة الانبياء واداب النبوة والدعوة لها والتي نستنج من القران الكريم حول سلوكية الانبياء ونبينا صلى الله عليه واله بان سيرتهم وسيرهم وسلوكهم للوصول الى الحق لم ولن يسيروا او يتوسلوا بالباطل بل انهم توصلوا الى الحق عن طريق الحق ، فعندما يعيش الاسلامي عيش البسطاء فان العزة الالهية تدركهم فقد كان انبياء الله يتقوون بقوة الله بما فيهم من بساطة فان العزة تسموا عليهم وتكبر فيهم ، يروى ان معاوية نصب احد الولاة عاملا له ايام حكمه على مكه ، وكان في مكه في تلك الفترة رجلا يبيع البصل ، ولكن لاسوق له ، فلم يشتري احد منه فجاء الرجل الى ذلك الوالي وقال له ، اتريد ان تعمل عملا تنال عليه الاجر والثواب ، فقال له : قد قيل لي ان البصل في مكه نادرالوجود ، فاشتريت بكل ما املك بصلا واتيت به الى هنا ، الا ان احدا لم يشتري مني وكاد ان يتلف فلو فعلت ما يحمل الناس على شراء هذا البصل لانقذت مؤمنا من الافلاس ، ولاحييت نفساً ، فوافق الوالي وطلب منه ان يهيئ البصل في مكان معين يوم الجمعه ،وكان التاجر قد استورد البصل من عكا ، فلما كان يوم الجمعه صعد الوالي المنبر ونادى في جموع المصلين (( ايها الناس سمعت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من اكل بصل عكه في مكة وجبت له الجنة ، فباع جميع ماعنده من بصل ، هذا الامر وهذا الفعل جعل من صاحبه قليل الكرامة والعزة وامثال هذا كثير لايحصى في عدد ، فعلى المسلم ان يعمل جاهدا لمرضاة الله ويتخذ اولياء له في مسير حياته وان ينحى منحى الرسل والصالحين وان يحذر من خديعة الدنيا الفانية
